ماذا تفعل دعوة ولدك لك
كتبهاالبروفيسور ليلى صالح زعزوع ، في 26 مايو 2008 الساعة: 05:41 ص
> > قصة جمايلة عن امرأة مسلمة
> > .
> >
> > جردوها من ملا بسها بل من كل شي ثم حملوها إلى مكان مظلم
> >
> >
> >
> > شدوا وثاقها .. وحرموها حواسها … وشعرت بأنها موضوعة على ما يشبه الهودج .. في ارتفاعه وحركته …
> >
> >
> >
> > سمعت صوت حبيبها وسطهم .. ماله لا يعنفهم … ماله لا يمنعهم من أخذها …
> >
> >
> >
> > صوت الخطوات الرتيبة تمشي على تراب خشن … ونسائم فجرية باردة تلامس ثيابها البيضاء .. ورغم أنها لا ترى الا أنها تخيلت الجو من حولها ضبابيا … وتخيلت الأرض التي هي فيها الآن أرضا خواء مقفرة ..
> >
> >
> >
> > أخيرا توقفت الخطوات دفعة واحدة وأحست بأنها توضع على الأرض .. وسمعت الى جوارها حجارة ترفع وأخرى توضع .. ثم حملت ثانية .. وشاع السكون من حولها … وأحست بالظلام ينخر عظامها ..
> >
> >
> >
> > ومن أعلى تناهى لسمعها صوت نشيج … انه ابنها .. نعم هو … لعله آت لانقاذها
> >
> >
> >
> > لكن … ماذا تسمع انه يناديها بصوت خفيض : أمي ..
> >
> >
> >
> > ومن بين الدموع يتحدث زوجها اليه قائلا :
> >
> >
> >
> > تماسك … انما الصبر عند الصدمة الأولى … ادع لها يا بني … هيا بنا ..
> >
> >
> >
> > غلبته غصة … وألقى نظرة أخيرة على الجسد المسجى … فلم يتمالك نفسه أن قال بصوت يقطر ألما : لا اله الا الله … لا اله الا لله … انا لله وانا اليه راجعون ..
> >
> >
> >
> > كان هذا آخر ما سمعته منه .. ثم دوى صوت حجر رخامي يسقط من أعلى ليسد الفتحة الوحيدة التي كانت مصدر الصوت والنور ……. والحياة ..
> >
> >
> >
> > صوت الخطوات تبتعد … الى أين أين تتركوني كيف تتخلوا عني في هذه الوحدة وهذه الظلمة
> >
> >
> >
> > نظرت حولها فاذا هي ترى ……. ترى
> >
> >
> >
> > أي شيء تستطيع أن تراه في هذا السرداب الأسود
> >
> >
> >
> > ان ظلمته ليست كظلمة الليل الذي اعتادته … فذاك يرافقه ضوء القمر .. وشعاع النجوم ..
> >
> >
> >
> > فينعكس على الأشياء والأشخاص ..
> >
> >
> >
> > أما هنا فانها لا تكاد ترى يدها … بل انها تشعر بأنها مغمضة العينين تماما ..
> >
> >
> >
> > تذكرت أحبتها وسمعت الخطوات قد ابتعدت تماما فسرت رعدة في أوصالها ونهضت تبغي اللحاق بهم … كيف يتركونها وهم يعلمون أنها تهاب الظلام والوحدة
> >
> >
> >
> > لكن يدا ثقيلة أجلستها بعنف ..
> >
> >
> >
> > حدقت فيما خلفها برعب هائل … فرأت ما لم تره من قبل … رأت الهول قد تجسد في صورة كائن … لكن كيف تراه رغم الحلكة
> >
> >
> >
> > قالت بصوت مرتعش : من أنت
> >
> >
> >
> > فسمعت صوتا عن يمينها يدوي مجلجلا : جئنا نسألك …
> >
> >
> >
> > التفت .. فاذا بكائن آخر يماثل الأول ..
> >
> >
> >
> > صمتت في عجز … تمنت أن تبتلعها الأرض ولا ترى هؤلاء القوم … لكنها تذكرت أن الأرض قد ابتلعتها فعلا ..
> >
> >
> >
> > تمنت الموت لتهرب من هذا الواقع الذي لامفر منه … فحارت لأمانيها التي لم تعد صالحة … فهي ميتة أصلا ..
> >
> >
> > - من ربك
> >
> > - هاه ..
> >
> > - من ربك
> >
> > - ربي .. ما عبدت سوى الله طول حياتي ..
> >
> > - ما دينك
> >
> > - ديني الاسلام ..
> >
> > - من نبيك
> >
> > - نبيي …….
> >
> >
> > اعتصرت ذاكرتها … ما بالها نسيت اسمه ألم تكن تردده على لسانها دائما ألم تكن تصلي عليه في التشهد خمس مرات يوميا
> >
> >
> >
> > بصوت غاضب عاد الصوت يسأل :
> >
> >
> > - من نبيك
> >
> > - لحظة أرجوك … لا أستطيع التذكر ..
> >
> >
> > ارتفعت عصا غليظة في يد الكائن … وراحت تهوي بسرعة نحو رأسها .. فصرخت … وتشنجت أعضاؤها … وفجأة أضاء اسمه في عقلها فصرخت بأعلى صوتها :
> >
> >
> > - نبيي محمد … محمد …
> >
> >
> > ثم أغمضت عينيها بقوة … لكن ..
> >
> >
> >
> > لم يحدث شيء .. سكون قاتل ..
> >
> >
> >
> > فتحت عينيها مستغربة فقال لها الكائن الذي اسمه نكير : أنقذتك دعوة كنت ترددينها دائما ( اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك )
> >
> >
> >
> >
> > سرت قشعريرة في بدنها .. أرادت أن تبتسم فرحة … لكنها لم تستطع … ليس هذا موضع ابتسام …. يا ربي متى تنتهي هذه اللحظات القاسية ..
> >
> >
> >
> > بعد قليل قال لها منكر : أنت كنت تؤخرين صلاة الفجر …..
> >
> >
> >
> > اتسعت عيناها … عرفت أنه لا منجى لها هذه المرة … لأنه لم يجانب الصواب … دفعها أمامه … أرادت أن تبكي فلم تجد للدموع طريقا … سارت أمام منكر ونكير في سرداب طويل حتى وصلت الى مكان أشبه بالمعتقلات …
> >
> >
> >
> > شعرت بغثيان … وتمنت لو يغشى عليها … لكن لم يحدث ..
> >
> >
> >
> > فاستمرت في التفرج على المكان الرهيب …
> >
> >
> >
> > في كل بقعة كان هناك صراخ ودماء .. عويل وثبور … وعظام تتكسر .. وأجساد تحرق … ووجوه قاسية نزعت من قلوبها الرحمة فلا تستجيب لكل هذا الرجاء ..
> >
> >
> >
> > دفعها الملكان من خلفها فسارت وهي تحس بأن قدميها تعجزان عن حملها … واذا بها تقترب من رجل مستلق على ظهره .. وفوق رأسه تماما يقف ملك من أصحاب الوجوه الباردة الصلبه .. يحمل حجرا ثقيلا … وأمام عينيها ألقى الملك بالحجر على رأس الرجل … فتحطم وانخلع عن جسده متدحرجا … صرخت .. بكت .. ثم ذهلت ذهولا ألجم لسانها ..
> >
> >
> >
> > وسرعان ما عاد الرأس الى صاحبه .. فعاد الملك الى اسقاط الصخرة عليه …
> >
> >
> >
> > هنا .. قيل لها :
> >
> >
> > - هيا .. استلقي الى جوار هذا الرجل ..
> >
> > - ماذا
> >
> > - هيا ..
> >
> >
> > دفعت في عنف .. فراحت تقاوم .. وتقاوم .. وتقاوم .. لا فائدة .. ان مصيرها لمظلم .. مظلم حقا ..
> >
> >
> >
> > استلقت والرعب يكاد يقطع أمعاءها .. استغاثت بربها فرأت أبواب الدعاء كلها مغلقة .. لقد ولى عهد الاستغاثة عند الشدة … ألا ياليتها دعت في رخائها .. ياليتها دعت في دنياها .. ليتها تعود لتصلي ركعتين .. ركعتين فقط .. تشفع لها ..
> >
> >
> >
> > نظرت الى الأعلى فرأت ملكا منتصبا فوقها .. رافعا يده بصخرة عاتية يقول لها :
> >
> >
> > - هذا عذابك الى يوم القيامة … لأنك كنت تنامين عن فرضك …
> >
> >
> > ولما استبد اليأس بها … رأت شابا كفلقة القمر يحث الخطى الى موضعها .. ساورها شعور بالأمل … فوجهه يطفح بالبشر وبسمته تضيء كل شيء من حوله ..
> >
> >
> >
> > وصل الشاب ومد يديه يمنع الملك …
> >
> >
> >
> > فقال له :
> >
> >
> > - ما جاء بك
> >
> > - أرسلت لها … لأحميها وأمنعك
> >
> > - أهذا أمر من الله عز وجل
> >
> > - نعم ..
> >
> >
> > لم تصدق عيناها … لقد ولى الملك … اختفى .. وبقي الشاب حسن الوجه .. هل هي في حلم
> >
> >
> >
> > مد الشاب لها يده فنهضت .. وسألته بامتنان :
> >
> >
> > - من أنت
> >
> > - أنا دعاء ابنك الصالح لك … وصدقته عنك .. منذ أن مت وهو لا ينفك يدعو لك حتى صور الله دعاءه في أحسن صورة وأذن له بالاستجابة والمجيء الى هنا ..
> >
> >
> > أحست بمنكر ونكير ثانية … فالتفتت اليهما فاذا بهما يقولان :
> >
> >
> >
> > انظري .. هذا مقعدك من النار … قد أبدله الله بمقعدك من الجنة ..
> >
> >
> > (( وولد صالح يدعو له ))
> >
> > ************ *****
> >
> >
> > عسى الله ان يمنع عنك عذاب القبر و ان يرزقك بدعوة صالحة
> >
> >
> >
> > تنقذك من يد ملائكة العذاب
> >
> >
> > {يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك}
> >
> >
> > لطفا وليس أمرا
> >
> >
> >
> > إن أعجبك محتوى الرسالة أعد ارسالها لمن تعرف ليعم الخير والفائدة